فإِن قالوا : إنّا لم نأبَ صِحّةَ هذا العِلم ولم ننُكرْ مكانَ الحاجةِ إليه في معرفةِ كتابِ الله تعالى وإنَّما أنكرْنا أشياءَ كَّثرتُموه بها وفُضولَ قولٍ تكلّفْتُموها ومسائلَ عَويصةً تجشَّمْتُم الفكرَ فيها . ثم لم تَحصلوا على شيءٍ أكثرَ من أن تُغْرِبُوا على السَّامعين وتُعايوا بها الحاضِرين قيلَ لهم : خَبَّرونا عمّا زعمتم أنَّه فضولُ قولٍ وعويصٌ لا يعودُ بطائلٍ ما هو فإِن بدأوا فذكروا مسائلَ التَّصريفِ التي يضَعُها النّحويون للرياضةِ ولضربٍ من تَمكينِ المقاييسِ في النفوسِ كقولهم : كيف تَبني من كذا كذا وكقولهم : ما وَزنُ كذا وتَتَبُّعِهم في ذلك الألفاظَ الوحشَّيةَ كقولهم : ما وزنُ عِزْوِيت وما وزنُ أرْوَنانٍ وكقولهم في بابِ
42 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة
فبراير 17, 2021
الرئيسية >فإِن قالوا : إنّا لم نأبَ صِحّةَ هذا العِلم ولم ننُكرْ مكانَ الحاجةِ إليه في معرفةِ كتابِ الله تعالى وإنَّما أنكرْنا أشياءَ كَّثرتُموه بها وفُضولَ قولٍ تكلّفْتُموها ومسائلَ عَويصةً تجشَّمْتُم الفكرَ فيها . ثم لم تَحصلوا على شيءٍ أكثرَ من أن تُغْرِبُوا على السَّامعين وتُعايوا بها الحاضِرين قيلَ لهم : خَبَّرونا عمّا زعمتم أنَّه فضولُ قولٍ وعويصٌ لا يعودُ بطائلٍ ما هو فإِن بدأوا فذكروا مسائلَ التَّصريفِ التي يضَعُها النّحويون للرياضةِ ولضربٍ من تَمكينِ المقاييسِ في النفوسِ كقولهم : كيف تَبني من كذا كذا وكقولهم : ما وَزنُ كذا وتَتَبُّعِهم في ذلك الألفاظَ الوحشَّيةَ كقولهم : ما وزنُ عِزْوِيت وما وزنُ أرْوَنانٍ وكقولهم في بابِ