186 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة - براعم البشرى
براعم البشرى براعم البشرى
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

186 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة




فيه واللهُ أعلم . أعني مثلَ قولِه تعالى : ( هل أتاكَ حديثُ ضَيفِ إبراهيمَ المُكْرَمين . إذ دَخَلوا عليهِ فقالوا سَلاماً قال سَلامٌ قومٌ مُنْكَرون . فراغَ إلى أهلِه فجاءَ بعجْلٍ سمينٍ . فقرَّبَه إليهِم قال ألا تأكُلونَ . فَأوجَسَ منهم خِيفةً قالوا لا تَخَفْ ) جاء على ما يقعُ في أنفسِ المخلوقين منَ السُّؤال . فلما كان في العُرفِ والعادةِ فيما بينَ المخلوقينَ إذا قيل لهم : دخلَ قومٌ على فلانٍ فقالوا كذا أَن يقولوا : فما قَال هو ويقولُ المجيبُ : قال كذا أخرجَ الكلامَ ذلك المُخْرجَ لأنَ الناسَ خُوطبوا بما يتعارفونه وسُلِكَ باللفظِ معهم المَسْلكُ الذي يَسْلُكُونه . وكذلك قولُه : ( قال ألا تأكلون ) وذلك أن قولَه : ( فجاءَ بعجلٍ سمينٍ فقربه إليهم ) يقتضي أن يُتْبعَ هذا الفعلُ بقولٍ فكأنه قِيل واللهُ أعلمُ : فما قال حينَ وَضَعَ الطعامَ بين أيديهم فأتى قولُه : ( قال ألا تأكلون ) جواباً عن ذلك . وكذا ( قالوا لا تخف ) لأنَّ قولَه : ( فأوجسَ منهم خِيفةً ) يقتضي أن يكونَ من الملائكةِ كلامٌ في تأنيسِه وتَسكينه مما خامَره . فكأنه قيلَ : فما قالوا حينَ رأوه وقد تغيَّرَ ودخلتْه الخيفةُ فقيل : قالوا لا تَخفْ وذلك واللهُ أعلم المعنى في جميع ما يجيءُ منه على كثرتِه كالذي يجيءُ في قِصَّةِ فرعونَ عليه اللعنةُ وفي رَدِّ موسى عليه السلامُ كقولِه : ( قالَ فرعونُ وما ربُّ العالمين . قال ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بَيْنَهما إنْ كنتُم مُوقِنينَ . قال لَمَنْ حولَه ألا تَسْتَمعون . قال ربُّكم وربُّ آبائكُم الأوَّلين . قالَ إنَّ رسولَكُم الذي أرسْلَ إليكُم لَمَجنونٌ . قال ربُّ المشرقِ والمغربِ وما بَيْنَهما إنْ كنتُم تعقِلون . قال لَئنَ اتَّخذْتَ إلهاً غيري لأجعلنَّك مِنَ المسجونين . قال أوَ لَوْ جِئْتُكَ بشيءٍ مُبينٍ . قال فَأْتِ بِهِ إنَّ كُنْتَ منَ الصَادِقِيْن ) جاء ذلك كلُّه واللهُ أعلمُ على تقديرِ السؤال والجوابِ كالذي جرتْ به العادةُ فيما بينَ المخلوقين فلما كان السامعُ إِذا سَمِع الخبرَ عن فرعونَ بأنه قال : وما ربُّ العالمين وقعَ في نفسه أن يقول : فما قال موسى له أتى قوله : ( قال ربُّ السماوات والأرض ) مأتى الجوابِ مبتدأ مفصولاً غيرَ معطوف . وهكذا التقديرُ والتفسيرُ أبداً في كل ما جاءَ فيه لفظُ " قال " هذا المجيء . وقد يكونُ الأمرُ في بعضِ ذلك اشدَّ وضوحاً
فممّا هَوَ في غاية الوضوح قولُهُ تعالى : ( قَالَ فَما خَطْبُكُمْ أيُّها المُرْسَلُونَ . قَالُوا إنّا

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author براعم البشرى  مدونة التربية و التعليم , مدونة تعليمية تربوية , تهتم بجميع المسائل التربوية و التعليم في الوطن العربي تبسيط و تسهيل استعمال الطالب لمختلف مواقع

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

براعم البشرى

2020