231 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة - براعم البشرى
براعم البشرى براعم البشرى
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

231 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة




فذكر الخمسَ التي هي عددُ أناملِ اليدِ فبانَ من مجموعِ هذه الأمورِ غرضُه
وأنشدوا لبعضِ العرب - الرجز - :
( فإِنْ تعافُوا العدلَ والإيمانا ... فَإِنَّ في أيْمانِنا نِيرانا )
يريدُ أنَّ في أيماننا سيوفاً نضرِبكُم بها . ولولا قولُه أوَّلا : " فإِنْ تعافوا العدلَ والإِيمانَ " وأَنَّ في ذلك دلالةً على أن جوابَه أنهم يُحارَبُون ويُقْسَرُون على الطاعةِ بالسيفِ ثم قولُه : فإِنَّ في أيماننا لمَا عُقِل مرادُه ولما جَازَ أنْ يستعيرَ النيرانَ للسيوفِ لأنه كان لا يُعْقَل الذي يريد لأنا وإن كنَّا نقول : " في أيديهم سيوفٌ تلمع كأَنها شُعَلُ نارٍ " كما قال - الكامل - :
( ناهَضْتُهُمْ والبارِقاتُ كأَنَّها ... شُعَلٌ على أَيديهِمُ تَتَلهَّبُ )
فإِنَّ هذا التشبيهَ لا يبلغُ ما يُعْرَفُ مَعَ الإِطلاق كمعرفتنا إذا قال : " رأيتُ أسداً " أنه يريدُ الشجاعةَ . وإذا قال : " لقيتُ شمساً وبدراً " أنه يريدُ الحُسنَ ولا يقوى تلك القوَّة فاعرفْه
ومما طريق المجازِ فيه الحكمُ قولُ الخنساء - البسيط - :
( تَرْتَعُ ما رتَعَتْ حَتّى إذا ادَّكَرتْ ... فإِنّما هيَ إِقْبَالٌ وإدبارُ )
وذاك أنها لم تُرِدْ بالإِقبال والإِدبارِ غيرَ معناهُما فتكونَ قد تجوَّزتْ في نفسِ الكلمة . وإنما تجوَّزَتْ في أنْ جعلتها لكثرةِ ما تقُبِلُ وتُدبرُ ولغلبة ذاك عليها واتصالِه بها وأنه لم يكنْ لها حالٌ غيرُهما كأنها قد تجسَّمتْ منَ الإِقبالَ والإِدبارِ . وإنَّما كان يكونُ المجازُ في نفسِ الكلمة لو أنها كانت قد استعارتِ الإِقبالَ والإِدبار لمعنى غيرِ معناهُما الذي وُضعا له في اللغة . ومعلومٌ أنْ ليس الاستعارةُ مما أرادتْه في شيء

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author براعم البشرى  مدونة التربية و التعليم , مدونة تعليمية تربوية , تهتم بجميع المسائل التربوية و التعليم في الوطن العربي تبسيط و تسهيل استعمال الطالب لمختلف مواقع

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

براعم البشرى

2020