240 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة - براعم البشرى
براعم البشرى براعم البشرى
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

240 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة




ومما هو في حُكم المناسِبِ لبيت زيادٍ وأمثالِه التي ذكرتُ وإنْ كانَ قد أُخرجَ في صورةٍ أغربَ وأبدعَ قولُ حسانَ رضي الله عنه - الطويل - :
( بَنَى المَجْدُ بَيْتاً فاسْتَقَرَّتْ عِمَادُهُ ... عَلَيْنا فَأَعْيا النَّاسَ أن يَتَحَوَّلا )
وقَولُ البحتري - الكامل -
( أوَ ما رأيتَ المَجْدَ أَلْقى رحلَهُ ... في آلِ طَلْحَةَ ثُمَّ لَمْ يتحوَّلِ )
( ذاك لأنَّ مدارَ الأَمر على أَنه جَعَل المجدَ والممدوحَ في مكانٍ وجعلَه يكونُ حيثُ يكون
واعلمْ أنه ليس كلُّ ما جاء كنايةً في إثباتِ الصفة يصلُحُ أنْ يُحْكَمَ عليه بالتناسُب . معنى هذا أنَّ جَعْلَهم الجودَ والكرمَ والمجدَ يَمْرضُ بِمَرضِ الممدوحِ كما قال البحتري - الطويل - :
( ظَلِلْنا نعودُ الجودَ من وَعكِكَ الذي ... وجدتَ وقُلنا : اعتلَّ عضوٌ منَ المجدِ )
وإنْ كان يكونُ القصدُ منه إثباتَ الجودِ والمجدِ للممدوحِ فإِنَّه لا يصحُّ أنْ يقالَ إنه نظيرٌ لبيتِ زيادٍ كما قلنا ذاك في بيتِ أبي نواس :
( ولكن يصيرُ الجودُ حَيْثُ يصيرُ ... )
وغيرهُ مما ذكرنا أنه نظيرٌ له كما أنه لا يجوزُ أن يُجْعلَ قولهُ :
( وكلبُك أرأفُ بالزائرين ... )
مثلاً نظيراً لقوله : مهزولُ الفصيلوإنْ كان الغرضُ منهما جميعاً الوصفَ بالقِرى والضيافة وكانا جميعاً كنايتين عن معنًى واحدٍ لأنَّ تعاقبَ الكناياتِ على المعنى الواحدِ لا يوجبُ تناسُبَها لأنه في عَروضٍ أن تتفقَ الأشعارُ الكثيرةٌ في كونها مدحاً بالشجاعة مثلاً أو الجُودِ أو ما أشبه ذلك . وقد يجتمعُ في البيت الواحد كنايتان المغزى منهما شيءٌ واحِدٌ

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author براعم البشرى  مدونة التربية و التعليم , مدونة تعليمية تربوية , تهتم بجميع المسائل التربوية و التعليم في الوطن العربي تبسيط و تسهيل استعمال الطالب لمختلف مواقع

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

براعم البشرى

2020