264 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة - براعم البشرى
براعم البشرى براعم البشرى
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

264 دلائل الإعجاز - الكتاب العربي الصفحة




واعلم أنَّ الأمرَ بَيّنٌ في قولِنا : ما زيدٌ إِلاَّ قائم أنْ ليس المعنى على نفيِ الشركةِ ولكنْ على نفي أن لا يكونَ المذكورُ ويكونَ بدلَه شيءٌ آخر . ألا ترى أنْ ليس المَعنى أنه ليس له معَ القيامِ صفةٌ أخرى بلِ المعنى أنْ ليس له بدلَ القيام صفةٌ ليستْ بالقيام وأنْ ليس القيامُ منفياً عنه وكائناً مكانَه فيه القعودُ أو الاضطجاعُ أو نحوُهما . فإِنْ قلتَ : فصُورَةُ المعنى إِذاً صُورَتُهُ إِذا وضعتَ الكلامَ بإِنما فقلتَ إِنما هو قائمٌ . ونحنُ نرى أنَّه يجوزُ في هذا أن تَعْطِفَ بلا فتقول : إنما هو قائمٌ لا قاعدٌ ولا نرى ذلك جائزاً مع ما وإلاَّ إذ ليس من كلام الناس أن يقولوا : ما زيدٌ إِلاّ قائمٌ لا قاعدٌ فإِنَّ ذلك إِنما لم يَجُزْ من حيثُ إِنك إِذا قلتَ : ما زيدٌ إلاَّ قائمٌ فقد نفيتَ عنه كلَّ صفةٍ تُنافي القيامَ . وصرت كأنك قلت : ليس هو بقاعدٍ ولا مضطجعٍ ولا متكىءٍ . وهكذا حتى لا تدعَ صفةً يخرجُ بها من القيامِ
فإِذا قلتَ من بعد ذلك : لا قاعد كنتَ قد نفيتَ بلا العاطفةِ شيئاً قد بدأتَ فنفيتَه وهي موضوعةٌ لأنْ تنفيَ بها ما بدأتَ فأوجبتَه لا لأن تفيدَ بها النفيَ في شيءٍ قد نفيتَه . ومن ثَمَّ لم يَجُزْ أن تقولَ : ما جاءني أحدٌ لا زيدٌ على أنْ تعمدَ إِلى بعضِ ما دخلَ في النفيِ بعمومِ أحدٍ فتنفيَه على الخُصوصِ بل كان الواجبُ إِذا أردتَ ذلك أن تقولَ : ما جاءني أحدٌ ولا زيدٌ فتجىءَ بالواو من قَبْل " لا " حتى تخرجَ بذلك عن أن تكونَ عاطفةً فاعرفْ ذلك
وإِذْ قد عرفتَ فسادَ أن تقولَ : ما زيدٌ إلا قائمٌ لا قاعدٌ فإِنَّك تعرفُ بذلك امتناعَ أن تقولَ : ما جاءني إِلا زيدٌ لا عمرٌو وما ضربتُ إِلا زيداً لا عمراً وما شاكلَ ذلك . وذلك أنكَ إِذا قلتَ : ما جاءني إِلاّ زيدٌ فقد نَفَيْتَ أنْ يكونَ قد جاءك أحدٌ غيرُه . فإِذا قلتَ : لا عمرٌو كنتَ قد طلبتَ أن تنفيَ بلا العاطفةِ شيئاً قد تقدمتَ فنفيتَه وذلك - كما عَرَّفْتُك - خروجٌ بها عن المعنى الذي وُضِعَتْ له إِلى خلافِه . فإِنْ قيلَ : فإِنَّك إِذا قلتَ : إِنما جاءني زيد فقد نفيتَ فيه أيضاً أن يكونَ المجىءُ قد كانَ من غيرهِ فكانَ ينبغي أن لا يجوزَ فيه أيضاً أن تعطِفَ بلا فتقول : إِنَّما جاءني زيدٌ لا عمرٌو قيل : إِن الذي قلتَه من أنك إِذا قلتَ : إِنما جاءني زيد فقد نفيتَ فيه أيضاً المجىء عن غيرهِ غيرُ مسلَّمٍ لك على حقيقتِه وذلك أنه ليس معك إِلاّ قولُك : جاءني زيد وهو كلامٌ كما تراهُ مثْبَتٌ ليس فيه نفيٌ البتَّةَ كما كانَ في قولِك : ما جاءني إِلاّ زيدٌ . وإِنما فيه أَنَّك وضعتَ يدَك على زيدٍ فجعلتَه الجائي . وذلك

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author براعم البشرى  مدونة التربية و التعليم , مدونة تعليمية تربوية , تهتم بجميع المسائل التربوية و التعليم في الوطن العربي تبسيط و تسهيل استعمال الطالب لمختلف مواقع

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

براعم البشرى

2020