( أسَرَّكِ لما صَرَّع القومَ نشوةٌ ... خروجيَ منها سَالِماً غَيْرَ غارِمِ )
( بَرِيئاً كأنَّي قَبْلُ لم أَكُ منهمُ ... وليسَ الخِداعُ مرتَضًى في التَّنادُمِ )
رُدَّها ! ثم قالَ : ائتني بثوبٍ فألقهِ على هذهِ الحُلل . وقال : أدخلْ يدَكَ فخُذْ حُلّةً وأنتَ لا تَراها فأَعْطِهم . قال عبدُ الملك : فلم أرَ قِسمةً أعدلَ منها . وعُمارةُ هذا هو عمارة بنُ الوليد بنِ المُغيرةِ خَطَبَ امرأةً من قومه فقالت : لا أتزوجكَ أو تترُكَ الشّرابَ . فأبى ثم اشتدَّ وجدُه بها فحلفَ لها ألاّ يشربَ . ثم مَرَّ بخمّارٍ عنده شَرْبٌ يشربون فَدَعَوه فدخلَ عليهم وقد أَنفدوا ما عندهم . فنحَرَ لهم ناقَته وسقاهُم بِبُرديهِ . ومكثُوا أياماً ثم خرَج فأتى أهلَه فلمّا رأتهُ امرأتُه قالت : ألم تًحلفْ ألاّ تشربَ فقال :
( ولسنا بِشَرْبٍ أُمَّ عمرٍو إِذا انتشَوْا ... ثيابُ النّدامى عندهُمْ كالغَنائم )