وأمَّا تعلُّق الحرفِ بهما فعلى ثلاثةِ أضرب :
أحدُها أن يتوسَّطَ بين الفِعلِ والاسمِ فيكونُ ذلكَ في حُروفِ الجرَّ التي من شأنِها أن تُعَدّي الأفعالَ إلى ما لا تَتَعدَّى إليه بأنفسِها منَ الأسماء مثلُ أنَّك تقولُ : " مررتُ " فلا يصلُ إلى نحوِ زيدٍ وعمرٍو . فإذا قلتَ : مررتُ بزيدٍ أو على زيدٍ وجدتَهُ قد وَصَلَ بالباء أو على . وكذلك سبيلُ الواوِ الكائنةِ بمعنى " مع " في قولنا : لو تُركتِ النّاقةُ وفصيلَها لرضْعِها بمنزلةِ حرفِ الجرَّ في التوسُّط بينَ الفعلِ والاسمِ وإيصاله إليه . إلا أنَّ الفرقَ أنها لا تعملُ بنفسِها شَيئاً لكنها تُعينُ الفعلَ على عملِه النصَّب . وكذلك حكمُ " إلاَّ " في الاسْتثناء فإنَّها عندَهُم بمنزلةِ هذه الواوِ الكائنة بمعنى " مع " في التوسُّطِ وعملِ النّصب في المستثنى للفعلِ ولكْن بوساطَتِها وعونٍ منها
والضربُ الثاني مِن تعلُّقِ الحرفِ بما يتعلَّقُ به العطفُ وهو أن يدخُلَ الثاني في عَمل